تحميل كتاب القراءة الجزء الثاني الصف الثاني الثانوي الجديد المنهج اليمني 2025-1446 pdf؟ او تنزيل كتاب القراءة ثاني ثانوي اليمن المنهج الجديد pdf.
بعض من محتوى كتاب القراءة الثاني الثانوي جزء ثاني اليمن الجديد
من خصائص حضارتنا * قصة الحضارة تبدأ منذ عرف الإنسان، وهي حلقة متصلة تسلمها الأمة المتحضرة إلى من بعدها، ولا تختص بأرض ولا عرق، ولا تخلو أمة من تسجيل بعض الصفحات في تاريخ الحضارة، غير أن ما تمتاز به حضارة عن حضارة أخرى إنما هو قوة الأسس التي تقوم عليها، والتأثير الكبير الذي يكون لها، والخير العميم الذي يصيب الإنسانية في ظلها، وكلما كانت الحضارة عالمية في رسالتها، إنسانية في نزعتها، خلقية في اتجاهاتها، واقعية في مبادئها، كانت أخلد في التاريخ، وأبقى على الزمن وأجدر بالتكريم . وحضارتنا الإسلامية حلقة في سلسلة الحضارات الإنسانية، سبقتها حضارات وستتبعها حضارات، وقد تميزت حضارتنا بخصائص تفردت بها عن سائر الحضارات القديمة والحديثة .
وأول هذه الخصائص : أنها قامت على أساس الوحدانية المطلقة في العقيدة، فهي أول حضارة تنادي بالإله الواحد الذي لا شريك له في حكمه وملكه، وهو وحده الذي يعبد، وهو وحده الذي يقصد، وهو الذي يعز ويذل ويعطي ويمنع، وما من شيء في السماوات والأرض إلا وهو تحت قدرته وفي متناول قبضته .. هذا السمو في فهم الوحدانية كان له أثر كبير في رفع مستوى الإنسان وتصحيح العلاقة بين الحاكمين والمحكومين، كما كان لهذه العقيدة أثر كبير في الحضارة الإسلامية، تكاد تتميز به عن كل الحضارات، وهو خلوها من كل مظاهر الوثنية وآدابها وفلسفتها في العقيدة، والحكم، والفن والشعر والأدب. فالإسلام الذي أعلن الحرب العوان على الوثنية ومظاهرها لم يسمح الحضارته أن تقوم فيها مظاهر الوثنية وبقاياها المستمرة من أقدم عصور التاريخ، كتماثيل العظماء، والصالحين والفاتحين.
الهمداني لسان اليمن * أنجبت اليمن في ماضيها العريق، إبان الحضارة الإسلامية، كوكبة من العلماء الأفذاذ الذين نبغوا في مختلف مجالات العلم والمعرفة، وأضاؤوا بعلومهم وثاقب فكرهم سماء الحضارة الإسلامية والفكر الإنساني. ومن ألمع هؤلاء العلماء أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني، الذي يتبوأ مكانة علمية جليلة في المجامع العلمية المعاصرة؛ لما تركه من مصنفات علمية قيمة، تعد من أهم مصادر الباحثين والمؤرخين اليوم في دراستهم الضروب النشاط العلمي والأدبي في اليمن القديم حتى عصره .
ولد الهمداني في صنعاء سنة ( ۲۸۰ ) للهجرة، الموافق سنة ( ۸۹۳ ) للميلاد . وكانت أسرته قبل مولده تقطن المراشي من شرق اليمن، وهي منطقة تقع في الجزء الأعلى من مساقط الجوف، ثم انتقلت إلى صنعاء، واستقرت فيها، وكان والده رحالة دخل الكوفة والبصرة وعمان ومصر. فبدأ الهمداني يحادث نفسه بالأسفار منذ صغره، فشد رحاله إلى مكة، ومكث فيها أكثر من ست سنوات، عكف فيها على الدرس والتحصيل، ثم عاد إلى صعدة، واستقر فيها، وقام في أثناء ذلك بجمع أخبار خولان، وخاض غمار الحياة الأدبية والفكرية والسياسية، فتعرض للسجن فيها أياماً، ثم عاد إلى مسقط رأسه صنعاء، وجمع فيها أخبار حمير، غير أن أفكاره الجريئة، ومعارضته السياسية دفعت به إلى السجن مرة أخرى ، ومكث فيه قرابة عامين، وبعد خروجه منه، انتقل إلى ريدة، ليكون في حمى قبيلته، فجمع أخبارها، وألف فيها معظم كتبه المعروفة والمفقودة، وبقي في ريدة حتى وافاه الأجل.